‘إنزكان/نورالدين أفكور
في خطوة جريئة تعكس التوجهات الجديدة في إدارة الجماعات المحلية، أعلن رئيس جماعة إنزكان، رشيد المعيفي، عن عزمهم محاربة ظاهرة “موظفي الأشباح” الذين يتلاعبون بالموارد العامة. جاء هذا الإعلان خلال اجتماع حضره عدد من أعضاء المجلس المحلي، حيث أكد المعيفي على ضرورة وضع حد لهذه الممارسات التي تضر بمصالح المدينة وسكانها.
وعلى الرغم من أن ظاهرة الموظفين الغائبين تمثل تحديًا قديمًا في العديد من الإدارات العمومية، فإن المعيفي شدد على أن الوضع في إنزكان يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة. وذكر أن العديد من الموظفين يتقاضون رواتبهم دون أداء واجباتهم، مما يؤدي إلى هدر المال العام وغياب الكفاءة في الخدمات المقدمة.
ولتنفيذ استراتيجيته، أعلن المعيفي عن تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في وضعية الموظفين، حيث سيتم التدقيق في سجلات الحضور والانصراف ومراقبة مدى التزامهم بمسؤولياتهم. كما أشار إلى أن إيجاد حلول لهذه المشكلات يتطلب تعاون جميع مكونات المجتمع المدني والسلطات المحلية.
وفي معرض حديثه، أضاف المعيفي أن التحدي الأكبر يكمن في إعادة الثقة بين المواطنين وإدارة الجماعة، مؤكدًا على أن الشفافية والمحاسبة هما العمودان الرئيسيان لتحقيق هذا الهدف. كما دعا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة أو غياب غير مبرر للموظفين.
من جهة أخرى، قوبلت هذه الخطوات بترحيب كبير من قبل سكان إنزكان، الذين أعربوا عن أملهم في أن تثمر هذه الحرب ضد الموظفين الأشباح عن تحسين الخدمات العامة. ويأمل المعيفي أن تشكل هذه الحملات بداية جديدة لإنزكان في مسيرتها نحو التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما يبدو أن الجماعات المحلية في المغرب تواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى إرادة قوية وإجراءات حاسمة لمواجهتها. ومع ذلك، فإن الجهود التي تقودها شخصيات مثل رشيد المعيفي قد تكون بمثابة خطوة نحو تعزيز الشفافية والمصداقية في الإدارة العامة.