ردًا على الفيضانات المدمرة في السودان، قالت مسؤولة حملة “الملوّث يدفع” في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كنزي عزمي:
“قلوبنا مثقلة بأخبار الفيضانات المدمرة في السودان الناتجة عن تغير المناخ، والتي أودت بحياة المئات وشردت الآلاف. بحسب الأمم المتحدة، أكثر من 317 ألف شخص تأثروا منذ يونيو/حزيران، وتضرر نحو 58 ألف منزل جراء الأمطار الغزيرة والسيول العارمة التي اجتاحت البلاد. ومنذ اندلاع الصراع، يواجه السودان أزمات متتالية مثل تفشي الأمراض والأوبئة وسوء التغذية. ويأتي تغيّر المناخ ليفاقم هذه الأزمات بشكل أكبر، لأن المجتمعات التي تعاني من الضعف والأزمات الإنسانية تكون أقل قدرة على الصمود في وجه الكوارث المناخية.”
وتابعت عزمي “يومياً نشهد آثار تغير المناخ في منطقتنا. الشركات النفطية العالمية يجب أن تدفع ثمن هذا الدمار. يجب تطبيق مبدأ ‘الملوث يدفع’، الذي يحاسب من استفادوا من الدمار ويقضي بتوجيه أرباحهم—التي بلغت منذ خمسين عاماً ما معدله 2.8 مليار دولار يومياً—لدعم البلدان التي تعاني من أسوأ آثار تغير المناخ. كم من موجات حر، وفيضانات، وخسائر بشرية ودمار في البنى التحتية علينا أن نتحمل بعد؟ في الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا الدمار المتواصل في اليمن والمملكة العربية السعودية والسودان، ونحن اليوم على بعد عام من ذكرى فيضانات الدرنة في ليبيا، والتي تذكرنا بمدى هشاشة مجتمعاتنا أمام تغير المناخ. أرواحنا أهم من أرباحهم.”
وختمت “نحن على بعد أشهر قليلة من مؤتمر الأطراف 29، والعالم في حاجة ماسة لإجراءات عاجلة وحاسمة لمعالجة أزمة تغير المناخ. على الدول الغنية وقف أنشطة شركات النفط العالمية، ومنع مشاريع النفط والفحم والغاز الجديدة، ومحاسبة هذه الشركات عن الخسائر والأضرار التي تسببت بها. لقد انتهى زمن الوعود الفارغة. فيضانات السودان ليست مجرد كارثة طبيعية؛ إنها نداء استيقاظ مأساوي. التأجيل لم يعد خياراً، فمصيرنا ومستقبل أجيالنا على المحك.”
منظمة غرينبيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منظمة غير ربحية مستقلة تمامًا – سياسيا وماليا. تأسست في العام 2018، كأحدث المكاتب التابعة لشبكة غرينبيس العالمية المكوّنه من 27 منظمة وطنية وإقليمية مستقلة في أكثر من 55 دولة بالإضافة إلى هيئة التنسيق الخاصة بها، منظمة غرينبيس الدولية. ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي موطننا ونعمل وفق نهج تعاوني إبداعي خلاّق لتقليص الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الأزمة المناخية العالمية، ونشجّع على إيجاد الحلول المبتكرة في إطار محلي لتمكين مجتمعاتنا من الازدهار والعيش بانسجام مع البيئة التي تحتضنهم.
إنتهى