بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
رسالة إلى أبناء العم الكرام وإلى الإخوة الأشقاء في سوريا
من عميد الزاوية العالمية لآل البيت ومحبيهم
الأمين العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم ومحبيهم،
نقيب الشرفاء الحسنيين والحسينيين بدول المغرب العربي.
إلى أبناء عمي الشرفاء السباعيين في مدينة حمص على الخصوص، والشرفاء الأدارسة الحسنيين والشرفاء الحسينيين في دولة سوريا على العموم:
إنني لن أنسى الاستقبال الكبير وكرم الضيافة وحسن الاستقبال والعناية الفائقة التي كنت محلاً لها خلال زيارتي لكم في مدينة حمص المباركة شهر مارس 2008، وذلك الاستقبال الأخوي الذي خصصتموه لي أنتم الشرفاء السباعيون في قصر رابعة العدوية بمدينة حمص الفيحاء.
أبناء العم الكرام والإخوة الأعزاء في القطر السوري الشقيق:
اسمحوا لي أن أوجه إليكم هذه الرسالة المعبرة الصادقة بمناسبة نجاح ثورتكم المباركة التي أدخلت السرور على قلوبنا، والتي نتمنى أن تنجح وتنسي الشعب السوري مطبات وآلام العقود الماضية.
أبناء عمي وإخواني الأعزاء السوريين الكرام:
قال الحق سبحانه وتعالى:
{يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَنفَالِۖ قُلِ ٱلْأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَۖ} [الأنفال: 1].
الحمد لله معزّ الإسلام بنصره، ومصرّف الأمور بأمره، ومديم النعم بشكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأفاض على عباده من ظله، وأظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، والظاهر على خليقته فلا ينازع، والآمر بما يشاء فلا يُراجع، والحاكم بما يريد فلا يدافع.
أحمده على إِظفاره وإِظهاره، وإِعزازه لأوليائه ونصره لأنصاره، حمد من استشعر الحمد باطن سرِّه وظاهر جهاره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، شهادة مَنْ طهَّر بالتوحيد قلبَه، وأرضى به ربَّه. وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صفيه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف به الله الغمة، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فباسم الزاوية الحافظية العالمية لآل البيت ومحبيهم، وباسم الرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم ومحبيهم، ونقابة الأشراف الحسنيين والحسينيين بدول المغرب العربي، نهنئ أبناء عمومتنا وإخواننا السوريين الأشقاء بهذا التمكين والفتح المبين، كما ندعوكم بما دعانا الله تعالى إليه في محكم التنزيل:
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْۖ}، بمعنى: اتقوا الله وأصلحوا في أموركم وفيما بينكم، ولا تظالموا، ولا تخاصموا، ولا تشاجروا، كما بين ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه، حيث قال صلى الله عليه وسلم:
“لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا” وأشار إلى صدره ثلاث مرات. “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”. رواه مسلم.
ثم إن العفو والتسامح والتجاوز من شيم الكرام، كما فعل يوسف عليه السلام مع إخوته رغم كيدهم الشديد له:
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَۖ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَۖ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَۖ} [يوسف: 91-92].
ولا يخفى على كريم علمكم أبناء عمنا السادة الشرفاء الأشاوس وإخواننا السوريين الأكارم ذلك الموقف العظيم الذي سطره التاريخ بمداد من ذهب لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وانتصر على كفار قريش، ووقف على باب الكعبة وقد استكنّ له الناس في المسجد، فقال:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”. ثم قال:
“يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟”، قالوا: “خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم”. فقال:
“اذهبوا فأنتم الطلقاء”. فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبهذا المعنى العظيم يتحقق النصر الحقيقي والكامل، كما يعطي المعنى الحقيقي للإسلام، وأنه دين عفو وتسامح وإصلاح وبناء.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وحقق على أيديكم الأمن والأمان والرقي والسعادة لكافة أفراد الشعب السوري الشقيق بكل ملله ونحله وطوائفه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حرر برباط الفتح في: 10 جمادى الثانية 1446 هـ، الموافق 12 ديسمبر 2024 م.
الإمضاء:
مولاي عبد الله حافيظي السباعي الإدريسي الحسني
الأمين العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم ومحبيهم
نقيب السادة الأشراف الحسنيين والحسينيين بدول المغرب العربي
عميد الزاوية الحافظية لآل البيت ومحبيهم