أفاد تقرير منشور بمجلة “ناشيونال إنترست”، بعنوان “قانون التوازن الإفريقي الأمريكي”،للأكاديمي والخبير في الدراسات والشؤون الدولية سكوت فيرسينغ، أن “واشنطن يجب أن تجد طريقة لتظل قادرة على المنافسة في إفريقيا والانخراط فيها دون المساهمة الاضطرابات السياسية التي تشهدها القارة”، عارضا سلسلة الانقلابات والاضطرابات السياسية التي حدثت في القارة خلال السنوات الأخيرة؛ فيما يُنتظر أن تجري أكثر من عشرين عملية انتخابية في إفريقيا هذا العام، وهو ما يثير إمكانية حدوث انقلابات عسكرية وعنف سياسي.
و أشار المصدر ذاته إلى أن استمرار وجود الجيش الأمريكي في إفريقيا رغم استمرار الانقلابات والصراعات ليس مسألة اختيار، بل “ضرورة”، إذ يجب على واشنطن أن تضمن وجود بصمة أمريكية دائمة في المواقع الإستراتيجية في القارة، خاصة التي تضمن استجابات سريعة للتهديدات الناشئة، لافتا إلى مواصلة روسيا انتشارها العسكري في إفريقيا ونشر الجيش الروسي معداته وعتاده الحربي في أجزاء متفرقة من القارة، خاصة في الجزائر وأنغولا ومصر والسودان.
وسلط التقرير الضوء على تحركات إيران، ببعض الدول الإفربقية، موردا أن “طهران زودت إثيوبيا وكذا جبهة البوليساريو في الصحراء بطائرات بدون طيار؛ كما أنه من المعروف أن القوات الحكومية في دول مثل غينيا وساحل العاج وكينيا والسودان تستعمل ذخيرة إيرانية”
وأشار تقرير المجلة أن “الغابون وغينيا الاستوائية عرضتا على الحكومة الصينية فرصا للتواجد العسكري على طول ساحلهما الأطلسي”، مشددا على أن “احتمال إنشاء قاعدة بحرية صينية في هذه المنطقة يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا للأمن البحري الأمريكي”.
وشددت “ناشيونال إنترست” على أن “البنتاغون ملزم بأن يحافظ على شراكاته مع الحلفاء الأفارقة لدرء التهديدات المستقبلية، والأهم من ذلك ضمان حصول الأفارقة على الأمن والازدهار الاقتصادي”، مسجلة أن “هذا الأمر يتطلب إجراء توازن دقيق، إذ إن الأسلحة الأمريكية مع التدريب يمكن أن تؤدي إلى حدوث انقلابات واضطرابات على غرار ما جرى في النيجر، حيث فقدت واشنطن شركاءها رغم استثماراتها”.
ورفضت المجلة وصف التحركات الأمريكية الأخيرة في إفريقيا بـ”السلبية”، مؤكدة أن “الدعم الأمريكي لكينيا الذي حقق بعض النجاح، حيث سمح الاستقرار الداخلي في هذا البلد لأكثر من 120 ألف مواطن أمريكي بزيارة نيروبي بشكل سنوي منذ عام 2022″، مبرزة أن “ازدهار إفريقيا أصبح يشكل أهمية بالغة، خاصة في ظل استمرار الانكماش العالمي”.