تناول حزب الاستقلال خلال الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر، المنعقد أمس السبت، عدد من القضايا ضمن تصوراته ورؤيته للمستقبل، أبرزها إصلاح مدونة الأسرة، وملف معتقلي الحراكات الاجتماعية والرأي، والنزاع حول الصحراء المغربية وملف سبتة ومليلية المحتلتين.
وشددت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال، ضمن بلاغ لها، أن هذا الاجتماع عرف نقاشا مستفيضا ومسؤولا ومثمرا من طرف أعضاء اللجنة التحضيرية الوطنية لمضامين هذه التقارير، والتي تعكس رؤية الحزب ومشروعه المجتمعي التعادلي الذي يتجدد خلال كل مؤتمر.
و أكدت اللجنة تحضير ال، أن هذه التقارير “قدمت إجابات شافية لعدد من الإشكاليات المستحدثة، كما قدمت بدائل وحلول مبتكرة وتصورات للمستقبل مع إدماج المقاربة المتعلقة بمواجهة المخاطر، وهذا ما يميز الذكاء الاستقلالي المتفرد”.
وأبرز هاته التقارير والوثائق التي تأتي مطبوعة بخلفية إيديولوجية وسياسية، المستوى العالي لجودة المضامين والفكر الاستقلالي والرؤية التي يقدمها الحزب اليوم لمختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المطروحة من أجل المساهمة في تطوير البلاد وفي جميع الأوراش المهيكلة الكبرى التي يقودها الملك محمد السادس.
و كشفت المصادر ، أن النقاش حول إصلاح مدونة الأسرة انصب حول التشبث بالهوية الإسلامية ودستور المملكة، مضيفة أن هذه الأخيرة يجب أن تجسد هوية المجتمع المغربي كبلد مسلم، مشددة على أن الحزب ينأى بنفسه عن الدخول في أي صراعات لتغيير المجتمع والأسرة المغربية.
وأضافت المصادر ، أن الرهان اليوم هو إخراج مدونة للأسرة تنصت لمشاكل الأسرة المغربية، وليس تغيير هذه الأخيرة، مشيرة إلى أن هناك اتجاهات تريد أن تفرض بعض الأجندات في إطار التدافع السياسي والإيديولوجي.
وشدد على أن الرهان اليوم هو معالجة عدد من الاختلالات الكبيرة التي تمس الأسرة المغربية، منها ارتفاع نسب الطلاق، وحالات العنف، مؤكدة أن حلها كما يراه حزب الاستقلال هو بناء أسرة كفضاء للتساكن، يشمل الأسرة بجميع افرادها العكس ما يريد لبعض تسويقها في الدفاع عن حقوق المرأة.
وتطرق المجتمغون اإلى استثمار رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأجواء الوحدة الوطنية والتعبئة الداخلية من أجل إحداث “نفس حقوقي جديد”، وطي ملف معتقلي الحراكات الاجتماعية، على رأسهم معتقلي أحداث الريف والرأي والصحافيين، وذلك لقطع الطريق على اعداء المغرب.
فيما يخص ملف الصحراء، أكدت الاستقلاليون أنهم معبؤون وراء كل الخطوات التي يقوم بها الملك محمد السادس لتدبير هذا الملف، الذي يعكس الأولوية رقم واحد بالنسبة لكل المغاربة، مشيرين إلى أن الحزب استحضر في الورقة السياسية تنصيب الجزائر لنفسها خصما للمغرب في الفضاء الإقليمي المغاربي، واستمرارها في تمويل “البوليساريو” لحسابات سياسية واقتصادية في المنطقة.
وناقش حزب الاستقلال خلال هذا الاجتماع ملف سبتة ومليلية المحتلتين، مؤكدا على موقفه الراسخ كحزب وحدوي وأنه دائما مع استكمال الوحدة الترابية للمملكة. ومع ذلك، أكد الاستقلاليون على أهمية التعامل مع هذا الملف بشكل دبلوماسي، وذلك من خلال تشكيل خلية للتفكير الجماعي المشترك بين المغرب وإسبانيا، وفي إطار من الاحترام المتبادل والتعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين وحماية المصالح المشتركة.
وبخصوص ملفي “التسجيل الصوتي” “والصفعة”،فإن هذا الاجتماع ال لم يناقش الواقعتين لكونهما معروضتان على القضاء، ولا يمكن للحزب أن يؤثر على سير العدالة، مضيفة أنه عندما يقول القضاء كلمته آنذاك أمكن للحزب التحرك سياسيا.