اسفرت ابتهاجات إسبانيا بفوزها بـ”كأس أمم أوروبا” عن مشاكل سياسية، إذ اختار لاعبو الفريق الاحتفال بفوزهم بأداء شعارات وأغانٍ لا تخلو من تلميحات سياسة، وعلى الخصوص عبارة “جبل طارق إسباني”، من قبل اللاعبين وسط الجماهير بمدريد أول أمس الاثنين.
واحتفل لاعبو المنتخب الإسباني في شوارع مدريد، أول أمس الاثنين، بعد فوزهم ببطولة أوروبا للأمم “يورو 2024″، بأداء أغنية “جبل طارق إسباني” التي كررها اللاعبون في مناسبات عديدة وبدعم من الجماهير.
وكان اللاعبون أنفسهم هم من رددوا هذه العبارة في مناسبات عديدة خلال رحلة الحافلة إلى وسط العاصمة الإسبانية، وقبل صعودهم إلى المنصة الرسمية، التقطت كاميرات البث صور رودري، إلى جانب لامين يامال، وهما يقفزان ويصرخان: “جبل طارق إسباني”.
وقت لاحق، على المنصة الاحتفالية نفسها، كان موراتا من بدأ الترنيمة التي انضم إليها “المد الأحمر” بأكمله في الشوارع.
لن تكون هذه هي المرة الوحيدة، إذ صرخ رودري لاعب مانشستر سيتي، بمفرده مرة أخرى، عندما أخذ الميكروفون من موراتا، “سيد الحفل”، ليجعل جماهير “لاروخا” تقفز مرة أخرى.
وحسب صحيفة “ال انديباندنت” فقد تم تشجيع رودري ولامين يامال على غناء أغنية “جبل طارق إسباني”، وهي إحدى أغاني النجوم التي رافقت الفريق في المباراة النهائية ضد إنجلترا؛ الأحد الماضي.
وقالت الصحيفة: “من المثير للدهشة بشكل خاص في حالة لاعب خط الوسط أنه يلعب لفريق إنجليزي: مانشستر سيتي. في وقت لاحق أخذ رودري نفسه الميكروفون، مرة أخرى، ليصر على الأغنية نفسها، قبل أن يوبخه موراتا بلهجة مازحة قائلا: لكنك تلعب في إنجلترا يا شريك!”.
على الجانب الآخر، لم تمر هذه الاحتفالات مرور الكرام؛ فقد وصفت صحيفة “الدايلي ميل” هذه الهتافات بـ”الفاسقة”.
ونقلت الصحيفة مضامين بلاغ صحافي أصدره مسؤولون بجبل طارق، وقال المسؤولون في بيان إنهم يشعرون “بخيبة الأمل” من التصريحات التي أدلى بها اللاعبون بشأن المنطقة، واعتبروها “غير ضرورية على الإطلاق” و”مسيئة للغاية لسكان جبل طارق”.
وأورد البلاغ: “إن الاستخدام المؤسف لمنصة الاحتفالات حول الفوز بكأس أوروبا للترويج لفكرة اغتصاب أراضي جبل طارق يتعارض مع مبدأ عدم استخدام الرياضة لتعزيز أية أيديولوجية مثيرة للجدل سياسيا”.
وقال مارك فرانسوا، وزير الدفاع السابق من حزب المحافظين، في تصريحات نقلتها “الدايلي ميل”: “ربما فازت إسبانيا بالكأس بشكل شرعي، لكنهم لم يفوزوا بجبل طارق”.
وتابع قائلا: “يظل جبل طارق بريطانيا، بموجب معاهدة دولية طويلة الأمد، وسيظل كذلك طالما رغب شعبه في ذلك. مباراة كرة قدم واحدة، حتى لو كانت مباراة نهائية أوروبية، لا تغير ذلك”.