بمحكمة ميلانو الإيطالية، يواصل القاضي لورينتزا باسكوينيللي، التحقيق مع مغربي وصفه بأنه “يمثل خطرا حقيقيا، سيما إصراره على تكرار دعواته للعنف بشكل علني”.
وأودع المتهم المغربي، البالغ من العمر 28 سنة، سجن ميلانو، الثلاثاء الماضي، إثر متابعته من قبل المدعي العام، بتهم ضمنها التحريض على ارتكاب جريمة إرهابية والانتماء إلى التنظيمات المتشددة.
وبوشرت الأبحاث مع المتهم، من قبل الشرطة القضائية المكلفة بمكافحة الإرهاب الدولي، بتنسيق مع أجهزة أمنية متخصصة في قضايا التطرف، إثر رصد وتتبع لنشاطه التكفيري ودعواته التحريضية ضد “الغرب الكافر”، والتي لم يسلم منها مسؤولون ووزراء بإيطاليا، بل امتدت إلى جورجا ميلوني، رئيسة الوزراء.
وحسب يومية الصباح، انطلقت الأبحاث منذ نونبر الماضي، بعجد أن رصدت الأجهزة الأمنية الإيطالية نشاط المشتبه فيه في مواقع التواصل الاجتماعي، لتجميع المعلومات عنه، فاهتدت إلى أن مساره مقلق، وأن تطرفه وقع بسرعة، بل تزايدت حدته مع الأحداث التي عرفتها أزمة غزة والحرب الإسرائيلية، إذ أعلن عن الجهاد، وشرع في بث تدوينات تشير إلى عزمه القريب عن تنفيذ مخططاته الجهادية، ما انتهى بالتدخل لوضع حد لنشاطه وإيقافه قبل عرضه على القضاء بميلانو في حالة اعتقال.
وضمن ما رصدته الأبحاث التي كانت جارية ضد المشتبه فيه، والتي تمت الاستعانة فيها بمسطرة التنصت، أنه ادعى في تدوينات له أنه المهدي المنتظر، كما دأب على زيارة مواقع الجهاديين التكفيريين، وأخرى تختص بعرض مقاطع فيديو تلقن دروس التعامل مع الأسلحة النارية، بالإضافة إلى نشره سلسلة من المنشورات المتشددة، ومعلومات عن شخصيات حكومية في الدول الغربية والعربية، يصنفها ضمن خانة الأهداف حسب زعمه، لأنها تدعم إسرائيل.
وكشفت عمليات التنصت للمشتبه فيه أنه أعلن القيام بعملية استشهادية، وتم رصد تواصله عبر مواقع الدردشة الإلكترونية مع مشتبه فيه مطرود من إيطاليا لأسباب أمنية.
وضمن دعوات التحريض التي بثها المتهم، تحريضه على قطع رؤوس من صنفهم ضمن خانة مساعدي الشيطان، كما عرض الملفات الشخصية لرئيسة الوزراء الإيطالية، وكتب تدوينة عبر فيها عن نيته الرحيل والاستعداد للحرب، وهي اللحظة التي تعاملت فيها السلطات الأمنية مع التدوينات بجدية فائقة وتحركت بسرعة، لتضع حدا لحريته وتخضعه للأبحاث.
وحل المتهم بإيطاليا في 2011، مهاجرا غير شرعي، وكان حينها قاصرا، غير مصحوب بأحد من أفراد عائلته، وبعدها أفلح في الاندماج، وشرع في العمل وسيطا ثقافيا بجمعيات مكلفة باستقبال الأجانب والمهاجرين، كما سجلت ضده سوابق قضائية في المخدرات والعنف، قبل أن يتحول سريعا إلى التشدد والتطرف.