قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، أخيرا، بمؤاخذة جانح في عقده الخامس يتحدر من الزمامرة، وحكمت عليه ب 30 سنة سجنا نافذا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق بجناية محاولة القتل العمد.
وجاء إيقافه من قبل عناصر الشرطة القضائية المحلية بمفوضية الزمامرة التابعة للمنطقة الأمنية لسيدي بنور، حين تم إشعارها بضرورة التدخل على مستوى المستشفى المحلي بعد تعرض ضحية قاصر بمحيط مؤسسة تعليمية تتابع بها دراستها للاعتداء بالضرب على رأسها.
ولخطورة الفعل الجرمي المرتكب وتعميقا للبحث ومن خلال التحريات التي باشرتها العناصر الأمنية من أجل التوصل إلى هوية الفاعل، تم الاهتداء إلى أنه شخص تظهر عليه علامات الاضطراب النفسي والعصبي.
وأثار حادث الاعتداء على التلميذة نوعا من الاضطراب والخوف وسط سكان منطقة الزمامرة، بعد أن شاع أن شخصا يحمل بيده “شاقور” ويعتدي على المارة، فتجندت العناصر الأمنية وكذا عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي للزمامرة التي نجحت في شل حركته وإيقافه بعد تصفيده وتسليمه للمصالح الأمنية صاحبة الاختصاص الترابي وعثر بحوزته على ساطور وسكين من الحجم الكبير تم تسليمهما رفقة الموقوف للمصالح الأمنية.
وبعد إشعار الوكيل العام باستئنافية الجديدة أمر بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم، مع تتبع الحالة الصحية للتلميذة مع رفع تقرير في شأن ذلك.
وخلال الاستماع للمشتبه به تمهيديا، صرح بأنه وخلال وجوده بالقرب من مقهى مهجورة اجتمع حوله عدد من القاصرين وشرعوا في رشقه بالحجارة والسخرية منه، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك أصيب بجروح بسيطة على مستوى رأسه ورجله.
وأضاف أن حالة من الهيجان انتابته لحظتها وقام بملاحقتهم بعدما لاذوا بالفرار في اتجاه الأزقة المجاورة وهو يحمل بيده كيسا بلاستيكي به سكين وبيده اليمنى ساطور، موضحا أنه تمكن من تعقب فتاة وأمسكها بمدخل إحدى العمارات وقام بضربها على رأسها بواسطة الساطور، مؤكدا أنه كان يرغب في توجيه المزيد من الضربات لها لولا حالة الرعب التي تملكته، إضافة إلى كثرة الصراخ، حينها غادر العمارة ولاذ بالفرار في اتجاه أحد الدواوير قبل أن تتم محاصرته من قبل عدد من الأشخاص الى حين حضور عناصر الدرك الملكي التي أوقفته.
كما استمعت عناصر الضابطة القضائية للتلميذة المعتدى عليها بعد استقرار حالتها الصحية وبحضور والدها، إذ أفادت أنه خلال يوم الواقعة كانت توجد بالقرب من المؤسسة التعليمية التي تدرس بها وفجأة شاهدت الجاني وهو يركض وراء ثلاثة تلاميذ بعد قيامهم باستفزازه، مشيرة إلى أنها بدورها لاذت بالفرار ودخلت عمارة سكنية احتمت بداخلها والتي كان يوجد بها تلميذ ومن شدة الخوف بدأت ترتعش، موضحة أن المعتدي لما عجز عن إيقاف التلميذ الذي كان يلاحقه والاعتداء عليه بواسطة الساطور، تقدم نحوها وهو يحمل بيده الأداة نفسها المستعملة في الاعتداء وقام بضربها عمدا بواسطتها على رأسها، فسقطت مغمى عليها، ولم تعد تتذكر أي شيء. عن عبر