هل تنخفض أسعار الأضاحي في اليومين الأخيرين قبل العيد؟ سؤال يراود فئة واسعة من المغاربة مازالت مترددة في شراء “الحولي” حتى الآن، بسبب الغلاء غير المسبوق الذي تسجله مختلف مدن المملكة، وتمني النفس بانهيار الأسعار في اليوم الأخير كما حدث في سنوات خلت.
ويراهن العديد من أرباب الأسر على شراء الأضحية في اليوم الأخير قبل العيد، الذي يصادف هذه السنة يوم الأحد، وهو موعد السوق الأسبوعي في الكثير من المدن، حيث يتوقع أن يعرض “الكسابة” الرؤوس المتبقية لديهم خوفا من المستقبل.
رشيد، الذي يشتغل سائق سيارة أجرة بمدينة القنيطرة، واحد من المغاربة الذين يفضلون شراء الأضحية في اليوم الأخير، ويحكي عن طريقته المفضلة في اقتناء الأضحية، قائلا: “منذ 20 سنة وأنا لا أشتري الأضحية إلا في اليوم الذي يسبق العيد”.
ف سائق “الطاكسي”: “هذه السنة لن أتخلى عن القاعدة. والغلاء الذي يتحدث عنه الجميع لا يخيفني صراحة، لأنني اعتدت على الأمر. فإما أن أشتري بأقل من سعر السوق أو أكثر، لا يهم”، قبل يسترسل ساخرا: “لكن لا أظن أن الأسعار ستتجاوز الغلاء الحاصل”.
وزاد المتحدث ذاته: “في أعياد سابقة كانت الأسعار جد مرتفعة لكنها انهارت في الساعات الأخيرة التي تسبق العيد. وعلى المواطنين ألا يستعجلوا ويتريثوا، لأن الوقت يلعب ضد ‘الكسابة والشناقة’”.
الخطة التي يعتمدها سائق سيارة الأجرة بالقنيطرة في عيد الأضحى يشاطره فيها مصطفى، الموظف بالقطاع الخاص بمدينة الرباط، الذي أكد بدوره أنه يخطط لشراء الأضحية في اليوم الأخير قبل العيد.
وأفاد مصطفى بأنه لا يرى أي حرج في عدم شراء الأضحية هذه السنة، “بسبب الغلاء الكبير”. وأكد الرجل الذي بدا في منتصف عقده الرابع أنه لن يضحي إذا لم يجد الخروف بالسعر المناسب في اليوم الأخير.
وشدد المتحدث ذاته على أنه ناقش موضوع “الحولي” مع زوجته وطفليه، فأكد أن شراء الأضحية بسعر مرتفع سيكون على حساب العطلة الصيفية، فرفضت أسرته الصغيرة التنازل عن العطلة الصيفية وأكدت على شراء أضحية في الحدود المعتادة، وزاد: “عادة كنت أشتري الأضحية بـ2500 درهم، وهذه السنة أخبروني بأنها غير كافة، وسأذهب للسوق يوم الأحد لأبحث عن خروف مناسب، وإذا لم أجد فلن أشتري. ‘الغالب الله، راه تقهرنا بهذا الغلاء الفاحش’”.
متوسط الأسعار
جريدة هسبريس الإلكترونية وجهت سؤالا مباشرا لعبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز “ANOC”، حول إمكانية تراجع الأسعار في السوق الوطنية خلال اليومين المقبلين، فرد قائلا: “لا أحد يمكن أن يجيب عن هذا السؤال”، مبرزا أنه في اتصالات مع “الكسابة” والمهنيين “يتضح أن الإقبال ارتفع، فيما البيع قليل في عدد من المدن، مثل وجدة”.
وأضاف المجدوبي: “الإقبال ضعيف، والأسعار عادية، والمواطنون يقبلون أكثر على الخروف الصغير. وحسب تواصلي مع المهنيين اليوم ما بين 2500 و4000 درهم يمكن أن تشتري خروفا مقبولا”.
وتابع المتحدث ذاته: “5500 أو 6000 درهم يمكن أن تشتري للمواطن خروفا من الحجم الكبير يصل وزنه إلى 80 كيلوغراما. وأمام ضعف الإقبال هناك من لم يحضر قطيعه للسوق واحتفظ به في ضيعته”، مبرزا أن التحدي يكمن في “الشناقة” بمختلف أشكالهم وألوانهم.
وزاد المهني ذاته منتقدا: “الأسواق الكبرى أصبحت بدورها تلعب دور ‘الشناق’ وتربح أكثر من ‘الكساب’”، معتبرا أن “83 درهما للكيلوغرام في هذه الأسواق سعر جد مرتفع ومبالغ فيه، لأنه لا يعقل أن يربح السوق الممتاز 3 دراهم في الكيلوغرام، فهذا أكبر مما يحققه ‘الكساب’”.
ودعا المجدوبي إلى التفكير مستقبلا في منصة رقمية لبيع الخروف المحلي من دون وسيط، وتفادي “‘الشناقة’ الذين يغتنون على حساب الطرفين ويسيئون لصورة ‘الكساب’ والفلاح لدى المواطن”، وأعرب عن أمله في مزيد من التنظيم والترتيب في المستقبل.
وجددت الحكومة التأكيد على أن العرض المتوفر من الأضاحي “يفوق الطلب بكثير”، كما أكدت أن ترقيم الأغنام والماعز يعرف تطورا مضطردا؛ وذلك خلال العرض الذي قدمه وزير الفلاحة والصيد والبحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال المجلس الحكومي قبل الماضي، حيث قدم الإجراءات التي تم اتخاذها لتنزيل برنامج التحضير لعيد الأضحى. عن هيسبريس