فتذ توقيع ، الحسين عموتة، عقدا لتدريب نادي الجزيرة الإماراتي، الأنباء التي تحدثت عن رغبته في التخلي عن المنتخب الأردني والاستقرار في المغرب لظروف عائلية، في الوقت الذي عبرت في الجماهير الأردنية عن تذمرها وصدمتها من خطوة المدرب المغربي.
وبمجرد الإعلان الرسمي عن توقيع عموتة رفقة الفريق الإماراتي، وجهت الجماهير الأردنية سهام النقد للمدرب المغربي، حيث اعتبرت أن هذا الأخير “كذب على الاتحاد الأردني لكرة القدم وفضل أموال الإمارات وتحجج بالظروف العائلية لتسهيل مغادرته وكسب تعاطف الأردنيين معه خاصة بعد المشوار المتميز الذي حققه رفقة “النشامى”.
الإعلامي والناقد الرياضي الأردني، معتصم يونس، أكد أن “عددا من المؤشرات حتى قبل الوصول إلى نهائي كأس آسيا كانت تدل على أن عموتة لم يكن يرغب في الاستمرار رفقة المنتخب الأردني رغم أنه نال الكثير من الدعم المعنوي واللوجستيكي والتقدير”، مبرزا أن المدرب عموتة سيبقى بصمة بازرة في تاريخ الكرة الأردنية لما حققه من إنجازات في ظرف 9 أشهر فقط.
وذكر يونس أن “الحسين عموتة تحدث دوما عن الظروف الخاصة والإكراهات العائلية وأنه مجبر للعودة إلى المغرب غير أنه في النهاية فضل العرض المالي الأضخم”، مشيرا إلى أن الإطار المغربي “لو توجه لتدريب المنتخب المغربي الأول أو أحد أندية القمة في البطولة المغربية للبقاء إلى جانب عائلته لم يكن ليلومه أي شخص”.
من جهته، اعتبر أحد المتابعين على “فيسبوك”، تعليقا على خبر تدريب الجزيرة الإماراتي”، أن “الحسين عموتة مدرب لا يستحق الاحترام وكان يلزمه التحلي بالجرأة وعدم التحجج بالظروف العائلية والصحية لزوجته في هذا الأمر”، مشيرا إلى أن “عموتة فضل الأموال والتوجه لدوري “هاو” يفتقر للتنافسية”.
صدمة وموقف محرج
كما عبرت الجماهير الأردنية عن صدمتها من اختيار عموتة تدريب الجزيرة الإماراتي، بعد أن اتضح لها أن عموتة لن يبقى في المغرب بل سيتوجه إلى دبي لتدريب فريق الجزيرة، مكذبة الروايات التي كانت تشاع بأن للمدرب السابق ظروفًا خاصة أجبرته على الاستقالة من تدريب النشامى، بهدف البقاء في المغرب.
من جهتها، أكدت وسائل الإعلام الأردنية أن توقيع الحسين عموتة للجزيرة الإماراتي، وضع الاتحاد الأردني في موقف حرج، على اعتبار أن المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقد لتقديم المدير الفني الجديد جمال سلامي خلفًا لعموتة، تم التأكيد من خلاله أن لعموتة ظروفًا عائلية ويجب تجنب الحديث عن الخصوصيات.
وقال الأمين العام للاتحاد الأردني سمر نصار آنذاك، إن الاتحاد تفهم ظروف المغربي وتم فسخ العقد بالتراضي، في وقت عبرت جماهير أردنية عن استيائها الكبير بسبب موافقة الاتحاد على فسخ عقده مع المدرب بالتراضي، من دون الحصول على أي مبلغ مالي كشرط جزائي يتضمنه العقد الموقع بين الطرفين، وذلك تقديرًا الانجازات التي حققها مع “النشامى”.
عرض مالي خرافي
ووقع الحسين عموتة مع نادي الجزيرة عقدا يمتد لموسمين، ويضم الكثير من الأهداف التي يوجد في مقدمتها العودة للمنافسة على الألقاب، كما أن إجمالي ما سيتقاضاه المدرب المغربي يبلغ 3.5 مليون دولار.
واصطحب عموتة معه إلى الجزيرة الإماراتي طاقما تقنيا كبيرا، يضم كلا من مواطنيه هشام الإدريسي والمعد البدني حسن اللوداري، حيث سبق لهما أن عملا مع عموتة في الوداد ثم في المنتخب الأردني، كما يضم الجهاز المعاونين الدوليين السابقين رشيد روكي وعزيز لكراوي ومحلل الأداء ياسين دريبو.
وعانى نادي الجزيرة الإماراتي في المسابقات المحلية خلال الموسمين الماضيين، بالإضافة إلى سوء النتائج في الموسم الماضي على وجه التحديد، بعدما وجد الفريق نفسه محتلاً المركز الثامن، برصيد 35 نقطة، عقب تلقيه تسع هزائم، وتعادل ثماني مرات، وانتصر في تسع مباريات فقط، ما أثار غضب جماهيره.
وحقق نادي الجزيرة، منذ تأسيسه عام 1974، لقب الدوري الإماراتي ثلاث مرات (آخرها عام 2021)، ومثلها في كأس الإمارات، ونصّب نفسه بطلاً لكأس رابطة المحترفين مرة وحيدة عام 2010، وكأس الأندية الخليجية الأبطال في عام 2007، بالإضافة إلى حلوله في المركز الرابع بمونديال الأندية عام 2017.
وكان الاتحاد الأردني لكرة القدم أعلن في يونيو الماضي فسخ عقد عموتة بالتراضي بناء على طلب الأخير، وعين مواطنه جمال السلامي بديلا له، علما أن عموتة قاد منتخب “النشامى” إلى كأس آسيا 2027 بتصدره مجموعته على حساب السعودية، في التصفيات المزدوجة التي تؤهل إلى كأس العالم 2026، بالإضافة إلى حلوله وصيفا لقطر في كأس آسيا 2023.
ويتمتع عموتة بسمعة تدريبية مميزة على مستوى الأندية والمنتخبات في آسيا وإفريقيا، وحقق العديد من الإنجازات اللافتة أبرزها قيادة السد القطري إلى الفوز بلقب الدوري موسم 2012-2013 والكأس المحلية 2014 و2015 وكأس الشيخ جاسم 2014، قبل أن يقود الوداد الرياضي إلى إحراز البطولة الاحترافية في 2016 ثم في الموسم التالي إلى لقب دوري أبطال إفريقيا.
كما سبق لعموتة أن قاد الفتح الرباطي إلى لقبي الكأس المحلية وكأس الاتحاد الإفريقي في 2010، وآخرها قيادته الجيش الملكي إلى لقب الدوري المغربي الموسم الماضي كمشرف عام، كما قاد عموتة المنتخب المغربي إلى لقب كأس أمم إفريقيا للمحليين عام 2020. عن العمق