عقدت قيادة جبهة البوليساريو اجتماعها الثاني في ظرف أسبوع من أجل مناقشة التحضير لما تسميه “الدورة العادية الرابعة للأمانة العامة”. وإلى حدود اللحظة، لم تستطع تحديد موعد لذلك.
وقالت الجبهة، في بيان أمس الخميس، إنه “بعد أن شرع منذ اجتماعه السابق في التحضير للدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية، بالاستناد إلى عدد من التقارير، وفي مقدمتها تلك الصادرة عن لجان الأمانة، قرر المكتب الدائم أن يتم في وقت لاحق تحديد تاريخ انعقاد الدورة، ضمن الآجال المحددة في القانون الأساسي”.
ويأتي هذا الإعلان بعد حوالي أسبوع فقط على عقد قيادة الرابوني اجتماعا لبدء التحضير لهاته الدورة، وهو ما يفسره مراقبون بـ”تصاعد الخلافات بين القياديين الانفصاليين، وتصاعد التنافس على الزعامة، وتراجع الثقة في إبراهيم غالي”.
تحمل هاته الاجتماعات دائما ملفات تناقش سير الأوضاع التصعيدية ضد المغرب التي بدورها تؤجج خلافات الأعضاء، وهو ما أكده البشير الدخيل، عضو مؤسس سابق لجبهة البوليساريو، بالقول إن “الخلافات هي السبب في عدم خروج الموعد المحدد لهاته الدورة”.
وأضاف الدخيل، في تصريح لهسبريس، أن النخب الحالية التي تقود الجبهة ضعيفة، ومتردية، ما يجعل البوليساريو داخل أزمة قيادة. كما أن هاته الفترة اتسمت بفشل ذريع في جميع الملفات، سواء الداخلية أو الخارجية”.
وبين المتحدث أن “قيادة الجبهة على وقع أزمة غير مسبوقة، وفي الجزائر لم يجدوا بعد خليفة لغالي، وهذا بالطبع تقليد تسير عليه الجبهة منذ إنشائها”، مبرزا أن “غالي يرفض الاستقالة بأي شكل من الأشكال، ويتمسك بالحكم”.
ولفت العضو المؤسس السابق للجبهة أن عدم تحديد تاريخ للدورة العادية الرابعة للأمانة الوطنية، “هو تجسيد واضح لاستمرار تأثير الخلافات، وغياب الثقة بين الأعضاء، وعلى الخصوص في إبراهيم غالي”.
وزاد أن “بقاء غالي في زعامة البوليساريو غير مقبول، طالما أنه شخص معين من قبل الجزائر، وهو ما يقوض أطروحة الجبهة، ويجعله شخصا غير مرغوب فيه من قبل المحتجزين، وحتى الأعضاء الذين يرون مصيرهم يسير نحو الهاوية”.
من جانبه، أكد رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، أن هناك “خلافات داخلية كبيرة بين قيادات الجبهة، خاصة فيما يتعلق بالتسيير، ازدادت حدتها منذ خرق وقف إطلاق النار في سنة 2020”.
وأوضح مسعود، ضمن تصريح لهسبريس، أن الاجتماعين لا يشملان التحضير، بقدر ما يحملان العديد من الخلافات الشخصية بين الأعضاء وإبراهيم غالي، موردا أن “المساعدات الغذائية يتم نهبها وتهريبها، تزامنا مع اشتداد هاته الخلافات”.
وأرجع رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد سبب غياب موعد محدد لهاته الدورة إلى “تصاعد الخلافات في السنوات الأخيرة، وعدم القدرة على السيطرة”.
وشدد المتحدث على أن “إبراهيم غالي يواجه تراجع الثقة فيه، سواء من المحتجزين أو من القيادة، وهذا هو الوضع الحالي داخل المخيمات؛ بحيث يعتبرونه السبب في إدخالهم هاته المغامرة منذ سنة 2020، التي خلفت تراجعا حادا في مستوى العيش، وحرية التعبير”. عن هيسبريس