أظهرت الأبحاث ونتائج التحقيقات التمهيدية، التي أجراها الدرك البحري، تجسس منتخب على الدرك الملكي، واعترافاته بتزويد قارب شبكة دولية بمحرك بقوة 15 حصانا لاستعماله في تهريب طن ونصف طن من المخدرات من سواحل المهدية بالقنيطرة.
وأظهرت معطيات جديدة حصلت عليها “الصباح”، تزويد المنتخب الذي يرأس لجنة ببلدية المهدية، للشبكة الدولية بمجموعة من المعطيات، بعدما سخرته، وظل يوهم الدرك بأنه صياد بالقصبة، ويصعد فوق صخور بين ميناء الصيد بالمهدية والميناء المعدني الخاص بوحدات الدرك البحري، إذ شارك في استخدام قارب يحمل ترقيم مندوبية الصيد البحري بالقنيطرة، في تهريب 50 رزمة، كل واحدة تحتوي على 30 كيلوغراما من الشيرا، إذ نجحت العملية وعاد القارب للرسو بالميناء بعد تسليمه تلك الكمية لقارب دولي، لكن القيادة الجهوية استعانت بكلاب بوليسية مدربة، شرعت في النباح، بعد شمها بقايا مخدرات بالقارب العائد.
وأظهرت التحقيقات، وفق اعترافات الموقوفين مع المنتخب، تجسسه على وحدات للدرك البحري، وكان دوره يتمثل في مراقبة الطريق البحري داخل مصب وادي سبو، ويشعر أفراد الشبكة بأي تحرك مفاجئ لزورق الدرك البحري، بعيدا عن المكان الذي جرت فيه عمليات الشحن، بجانب معمل معد لتصبير السمك.
وظل المنتخب يتمركز داخل قوارب الصيد الراسية ما بين ميناءي الصيد للمهدية والميناء المعدني، كأنه يقوم بالصيد بالقصبة، وأجمعت التصريحات بأن دوره كان هو المراقبة، وتسلقه صخورا للإخبار بتحركات وحدات الدرك، وأكدت إحدى مكالماته بأن “الأمور تجرى بطريق عادية”.
وواجهت الضابطة القضائية المنتخب بمجموعة من المكالمات الهاتفية له مع الفاعل الأصلي الذي أشرف على تسلم المخدرات من مجهولين، ونقلها إلى منطقة “الشارطان” بالصخور المحاذية لميناء المهدية، ومن ضمن المكالمات الواردة منه “راه هانية الأمور”، وقام بحذفها قبل اعتقاله.
وبعد مواجهته بمجموعة من المحتويات أعادتها الخبرة التقنية على هاتفية، أكد أنه خلال عملية صيده كان يراقب الوحدات البحرية التابعة للدرك الملكي فور مغادرتها للميناء المعدني بالمهدية وتوجهها نحو عرض البحر، مضيفا أن طرفا آخر في الشبكة الدولية كلفه بهذه المهمة بعد اتفاق بينهما بعبارة “إلى خرجوالجدارمية علمني”.
وحاول المتهم إبعاد تهريبه للمخدرات، مضيفا أن دوره هو مراقبة تحركات وحدات الدرك البحري وإبلاغ متهم رئيسي في النازلة، بعدما دخل إلى البحر عبر قارب مرقم بميناء الصيد، قصد تزويد قارب أجنبي بالكمية من المخدرات المعدة في 50 رزمة، ورصدها رادار ثابت للبحرية الملكية بالمهدية، ورصد احتكاكا بينهما دام 13 دقيقة، وبعدها عاد القارب التقليدي إلى ميناء المهدية، فيما الثاني غادر من المياه الإقليمية المغربية نحو وجهة مجهولة، محملا بطن ونصف طن من الشيرا.
وأدلى المنتخب بفاتورة اقتنائه المحرك ذي القوة الجبائية 15 حصانا من نوع “مركوري”، مضيفا أنه لم يحصل على مقابله من هذه الخدمة من صاحب المخدرات الدولية، لأن الدرك أطاح بالشبكة فور عودة القارب إلى الميناء.
وأظهرت التحقيقات أن مركز البحرية الملكية بسلا والموجود بمحيط ضريح سيدي موسى الدكالي رصد قبل سنتين قاربا، وجرى التبليغ عنه، واستمعت الضابطة القضائية إلى الموقوفين الأربعة حول علاقتهم به، لكنهم نفوا، معترفين بواقعة رصدهم من قبل رادار البحرية الملكية بالمهدية.
وحددت المحكمة الابتدائية بالقنيطرة، بتاريخ 15 أكتوبر الجاري، موعدا لمحاكمة الفاعلين الأربعة، فيما يستمر البحث عن آخرين، وتفوح رائحة ارتباط السياسة بالمخدرات من هويات المتورطين، الذين تواروا عن الأنظار.