مراسلة خاصة من تطوان
نظمت الجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا – الفرع الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة – بشراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة والمديرية الجهوية لوزارة الصحة، الملتقى الجهوي الثالث حول الهيموفيليا يومي 6 و7 نونبر 2024 بفندق دريم في تطوان، تحت شعار “نحو تحسين التكفل بالمرضى وتعزيز الوعي المجتمعي”. شهد الملتقى حضور الأطر الصحية والتمريضية، وممثلي جمعيات المجتمع المدني، ومرضى الهيموفيليا وعائلاتهم من مختلف أقاليم الجهة، الذين تفاعلوا مع فعاليات الملتقى وشاركوا في نقاشاته.
تميز اليوم الأول بورشات توعوية وتوجيهية، حيث بدأت فعاليات الملتقى بورشة حول التأطير الاجتماعي والنفسي للمرضى وعائلاتهم، بهدف تزويدهم بالدعم والمعلومات اللازمة حول التعايش مع المرض. تلتها ورشة حول التداوي الذاتي، تم فيها تقديم شروحات تفصيلية حول أهمية التداوي الذاتي كوسيلة لتجنب المضاعفات الخطيرة وتحقيق استقرار الحالة الصحية للمصابين. واختتم اليوم الأول بعقد الجمع العام الاستثنائي للفرع الإقليمي لتطوان، تحت إشراف المكتب الوطني للجمعية والفرع الجهوي، حيث تم انتخاب السيدة سعاد الجامعي رئيسة جديدة للفرع الإقليمي.
وفي اليوم الثاني، انعقد لقاء موسع بين فروع الجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا لتبادل التجارب ومناقشة الإشكاليات التنظيمية والتحديات التي تواجه كل فرع. تلا ذلك انطلاق الجلسة التحسيسية والعلمية بحضور الأطر الصحية وممثلي المجتمع المدني. افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها السيد أمين الزياني، رئيس الفرع الجهوي، استعرض فيها مسيرة الفرع منذ تأسيسه عام 2012 والإنجازات التي حققها، بالإضافة إلى التحديات المستمرة التي يواجهها في دعم المصابين وتوفير الرعاية لهم.
ثم تحدث السيد توفيق البورش، نائب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، مشيراً إلى الشراكة التي تجمع الجمعية بالمجلس، والتي تهدف إلى توفير الأدوية الضرورية للمصابين في مراكز تطوان، طنجة، والحسيمة. وأكد البورش على حرص المجلس على دعم الجمعيات التي تهتم بالأمراض المزمنة، والتزامه برفع التوصيات المتعلقة بنقص الأطر الصحية والأطباء إلى مجلس الجهة للترافع عنها. كما قدم السيد حسن المراني العلوي، رئيس المكتب الوطني للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، كلمة تناولت أهمية هذه الملتقيات في التحسيس والتوعية بالمرض ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول التحديات الصحية التي يواجهها المصابون.
وفي ختام الكلمات، تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة التي أسهمت بشكل كبير في تطوير الفرع الجهوي للجمعية ودعمه، حيث شمل التكريم السيد محمد بلوقي، الرئيس السابق للفرع، تقديراً لجهوده الكبيرة في النهوض بعمل الجمعية، و السيد محمد بلحاجي، أحد أعمدة الجمعية الذي قدم إسهامات قيمة في توجيه وتنسيق الفرع، و السيد حسن المراني العلوي، الذي ساهم بتوجيهاته ودعمه المتواصل في نجاح الفرع الجهوي وتطويره كنموذج للعمل التطوعي والإنساني.
عقب مراسم التكريم، انطلقت الجلسة العلمية التحسيسية التي أدارها البروفيسور الخرساني، بمشاركة الدكتور بلحسن، أخصائي أمراض الدم بالمركز الاستشفائي سانية الرمل بتطوان، والدكتورة ليلى شعتاني، أخصائية طب الأطفال، حيث تطرقت الجلسة إلى كيفية التكفل بالمصابين بالهيموفيليا من قسم المستعجلات وصولاً إلى مراحل العلاج المتكامل. قدم الدكتور بلحسن شرحاً وافياً حول ماهية الهيموفيليا وعوامل التخثر المتاحة وكيفية التعامل مع الحالات المرضية، فيما عرضت الدكتورة شعتاني تجارب علمية دقيقة حول التكفل بالأطفال المصابين، مما أضاف بعداً علمياً مميزاً للجلسة.
شهدت الجلسة تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث فتح باب النقاش للأطباء والأطر الصحية وممثلي المجتمع المدني لطرح الأسئلة والاستفسارات، ما أضاف بعداً تفاعلياً للملتقى، وأسهم في إثراء النقاش وتوسيع أفق التكفل العلاجي بمرضى الهيموفيليا.
اختتم الملتقى بنجاح وتفاعل واسع من جميع المشاركين، الذين أكدوا على أهمية هذه اللقاءات في تعزيز الوعي بمرض الهيموفيليا وتقديم الدعم اللازم للمرضى وعائلاتهم، مع فتح آفاق جديدة للتعاون بين مختلف الأطراف المعنية لتحسين جودة الحياة لمرضى الهيموفيليا في الجهة وضمان رعاية صحية شاملة ومستدامة لهم