تخليدا للذكرى التاسعة والأربعين لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي أعلن عنها وأعطى انطلاقتها الراحل المغفور له الحسن الثاني برد الله مضجعه والذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال نظمت جمعية الأهداف النبيلة بتعاون مع رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا ندوة علمية حول موضوع “المشهد الثقافي المغربي بين رهانات الحاضر وآفاق المستقبل”،حيث شارك في هذه الندوة التي احتضنها مدرج المركز الثقافي سعيد حجي بسلا أساتذة مختصين، ومبدعين ونقاد وفنانين.
قام بتسير هته الندوة التي أشرف عليهآ الأستاذ عبد العزيز ملوك الإعلامي الدكتور محسن بنتاج رئيس قسم الانتاج بالقناة الرابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة،حيث تميزت بكلمة افتتاحية للأستاذ عبد العزيز ملوك الذي استحضر من خلالها خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد 2014 التي أكد فيها ” أن الثروة الحقيقية للمغرب هي رأس ماله الغير المادي الذي يعني كل ما يتعلق بالتراث والثقافة والفنون والتاريخ والحضارة واللهجات والاهازيج والصناعة التقليدية، وجميع الإنتاجات الثقافية التي تساهم في تطوير البلاد،مما يجعل الثروة لا ترتكز فقط على الأموال والثروات المحسوسة، بل أيضا على الرساميل المعنوية التي تساهم في الثروة الوطنية.
ومن جهته تناول الملحن مولاي أحمد العلوي نقيب الفنانين المغاربة “أهمية الموروث الثقافي المتنوع بالمغرب وكيفية حمايته وصيانته في ظل ما يشهده العالم من تطور رقمي”.
كما تطرق الدكتور عزيز هلالي نائب رئيس مجلس جهة الرباط الى” دور الفاعل السياسي في التشجيع والتحفيز على خلق المقاولة الثقافية وأهمية الصناعة الثقافية في تطوير ابداعات منتجة ومذرة للدخل”.
ومن جهتها ،تناولت الدكتورة رشيدة الشانك الباحثة في تاريخ المغرب بالدرس والتحليل “محور الصناعات الثقافية والإبداعية كدعامة أساسية للاشعاع العلمي والمعرفي قاريا ودوليا”.
كما توقفت الأستاذة أمينة بن الشيخ مديرة جريدة العالم الأمازيغي عند “أهمية الموروث الثقافي الأمازيغي ودوره الأساسي في الثقافة المغربية”.
وسجلت ابن الشيخ أن المغرب يشكّل ملتقى حضارات بفضل موقعه وتاريخه الطويل، حيث يظهر كحاضنة للإنسانية بآثار مثل بقايا إنسان جبل إيغود. الثقافة تُعد عنصراً أساسياً للحفاظ على الهوية، بينما تهدف التنمية إلى تحسين حياة الأفراد عبر مجالات متنوعة كالتعليم والصحة والاقتصاد. من هنا، يُطرح تكامل بين تعزيز التراث وتطوير قيم تدعم التقدم مثل المشاركة والإبداع، من خلال استراتيجيات تشمل السياحة الثقافية، دعم الصناعات التقليدية، تطوير البنية الثقافية، تعليم الثقافة، وتشجيع البحث العلمي. الهوية الأمازيغية تشكّل جزءاً رئيسياً من تاريخ المغرب، واستثمارها يعزز التنمية الشاملة ويقوي التماسك الاجتماعي. إن هذا التكامل بين ثقافة التنمية والتنمية الثقافية يدعم استدامة المغرب ويجعله نموذجاً يُحتذى به لتحقيق تنمية شاملة تُبنى على الهوية الثقافية.
أما الدكتورة لطيفة مفيد الكاتبة العامة لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، فتناولت موضوع “الحضور اللغوي للثقافة في الدستور المغربي” ،مسجلة أن الدستور المغربي من الوثائق المهمة التي تُبرز الحضور اللغوي والثقافي بشكل واضح في المغرب. وقد عكست هذه الوثيقة، خاصة في دستور 2011، التنوع الثقافي واللغوي للبلاد بوصفها هوية متعددة الأبعاد.حيث يعتبر الحضور اللغوي في الدستور المغربي رؤية شاملة للتنوع اللغوي والثقافي في المغرب، واعتراف الدولة بثراء هذا التنوع كقوة ووحدة أساسية. فالدستور المغربي لايكتفي بالتنظيم اللغوي بل يسعى لترسيخ هوية ثقافية غنية ومتماسكة.
وقاربت الكاتبة لطيفة مفيد،عدة محاورة من بينها ،العربية والامازيغية رمز التلاحم والهوية الوطنية،التعددية الثقافية المغرب كموزاييك من الهويات، التزام الدولة بحماية التراث الثقافي واللغوي، اللغات الأجنبية نافذة على العالم، الوحدة في التنوع الرسالة الحقيقية للدستور ، التنمية الثقافية كرافعة للتنمية الاقتصادية ، التحديات المستقبلية بين المحافظة والتطوير ، دور الشباب في استمرار الهوية المتعددة.
وفي مداخلة الأستاذة فاطمتو زعمة الباحثة في التراث الحساني،فتم التطرق الى دور الموروث والثقافة الحسانية كأحد الركائز الرئيسية للهوية المغربية.
وشددت السيدة زعمة أن ثقافة الأقاليم الجنوبية للمملكة،ثقافة غنية وثرية،ساهمت توالي السنين وتفاعل الاثنيات التي استوطنت المجال وتفاعلت فيه، في بلورتها وتشكيلها بشكل متميز ومتمايز، ثقافة عالمة انجبت صفوة من العلماء الأكابر في مختلف مشارب الثقافة والمعرفة الانسانية ، خاصة العربية الاسلامية التي تركت ثروة علمية مهمة تعبر عن تلك الصحوة الثقافية المتقدة،ثقافة شعبية تمثلها الثقافة الحسانية بشعرها ( لغنا) وأدبها ورقصها وعاداتها المختلفة
.عبد العزيز ملوك.