تعزية السفير الوزير المفوض سيدي العساوي الادريسي في الفقيد الحسين ايت سعيد تغمده الله بواسع رحمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }
صدق الله العظيم
لقد نمى لعلمنا رحيل فقيه الزاوية الحافظية مولاى الحسن آيت سعيد رحمه الله ، هذا السيد الذي عاصرناه و خبرناه ردحا من الزمن فقيها خفيا لا يُظهِر ما يعرف و به يحيط ، و لا يرائي بما منحه الله ، و لكن حينما يشارك يكون كلامه حججا و حِكَماََ، يعي كلام الله ، يحمله في صدره بفضل الله كاملا ، يروي الاحاديث ، يحفظ المتون ، ينشد المدائح النبوية و الإحزاب المروية ، بسيط في مظهره ، حافظ للسر ، متواضع لدرجة لا تجدها بين الورى بيسر ، يتنقل و يقيم بلا كدر أو تكدير لأحد ، عفيف لايسأل الناس إلحافا ، يحسبه الكثيرون غنى من التعفف ، لا يمكن أن تسمع منه ما ينغص أو يمس المشاعر بسوء ، يكظم غيظه في كثير بلا وجوم على محياه أو ضجر ، عاش كما يحب و بشهادته على ذلك ، عاش فقيها بسيطا واثقا من رأيه ، مسايراََ لمن حوله ، لا يتكلم إلا بالحجة أو إذا طُلِبَ منه ، يواكب كل متحدث لسعة اطلاعه و شمولية ما حباه الله به ، و بما قذف في قلبه من فتح رباني ، يلاطف إذا تحدث ، يحترم الجميع ، يرد على السائل بما هو حق ، و في قالب مهذب مؤدب مفحم مفهم ، روحانيته قد أضفى الله عليها من القبول في نفوس الناس بما جعله مريح التعامل ، دمث في كل ما ينتهج ، صبور في تواصله ، صبور في صلة أرحامه ، يبحث دوما عما يسعد من معه ، هكذا يا حبيبنا في الله عرفناك و أكثر ، و نقول بتضرع من سويداء القلب :
رحم الله هذا الفقيه و جعله ممن يعتلون الفردوس و بمعية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومحبيه اجمعين آمين يارب العالمين بحق و أن يرزقه الله لذة النظر لوجهه الكريم ، و أن يلحقنا به على الإسلام ، و كما جمعنا به في الدنيا الفانية أن بجمعنا به في الدار الخالدة مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا .
و بارك الله مؤسس الزاوية الحافظية أخينا السيد الشريف المضياف التقي النقي ، الذي وضع و أبرز صورة و لقطة فيها اجتمعنا لدلالات عدة ، سائلين الله أن يكون لنا مثلها في الفردوس مع سيد الجِنان و حبيب الجَنان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومحبيه اجمعين آمين يارب العالمين بحق ، إنه بفخر شقيقنا في النَسَب و النِسَب ، الذي تبنى مثل هذه الشخصيات بكل حفاوة و على مدى عقود من الزمن ، ونحن على ذلك من الشاهدين و العارفون يعون بعضهم و مواقعهم ، ناهيك عمن تخرجوا و صقلتهم الزاوية عن طريق علماءها و مرتاديها ومن آوتهم بتنوع مشاربهم و مساربهم و مآربهم و تقاربهم و تجاربهم ، ألا و هو أخي بحق الموقر عبدالله حافيظي السباعي الإدريسي الحسني سليل الأرومة النبيلة الطاهرة المحتد ، و ضام من يأتي كما يأتي، ممعناََ في السخاء و العطاء ، بإنفاق تتعجب له لكونه فوق المقدور عليه ، و يتجاوز حدود ما أمكن بالظاهر ، فبركات الله معه ، و يؤازره الله الكريم المنان بها فصاحبته في رفقة لا مثيل لها فيما رأينا بالمغرب الشقيق الزاهر بمن و ما فيه ، داعين ان يطرح البركة و القبول و النماء الحسن في آل بيته و ذويه و كذا في محبيه ، بوصفه يعد علامة فارقة في مدينة الرباط وشرف الارتباط ببلد المرابطين ، فبه اتضحت لنا معالم الرباط الجميل من مقره بالمشهد الجميل ، فأخينا ( عبدالله حافيظي ) أهل لكثير و هى شهادتنا ، و نعززها كما بالتنزيل ،
بسم الله الرحمن الرحيم
{ و ما شهدنا إلا بما علمنا }
صدق الله العظيم
و نختمها بقول العلي القدير
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إنا لله وإنا إليه راجعون }
صدق الله العظيم.
أخوكم ومحييكم ومحبكم في الله/ العيساوي صالح حسن المختار الزبيدي ، الوزير المفوض بالسفارة الليبية الرباط المملكة المغربية الشقيقة ( سابقاً )
الوزير المفوض بوزارة الخارجية الليبية (حالياً ) .
الجمعة 03 شوال لعام 1445هجرية ، الواقع في الموافق 12أبريل لسنة 2024م .
نرسلها من مدينة طرابلس الغرب ، ليبيا الشقيقة لكم .